رعاية الجدود والجدّات للأحفاد

مع أحفادهم يُمكن أن يتغيّر أيضا ضمن نطاق وضع كلّ عائلة. لا توجد خطوط توجيهية معيّنة تُحدّد من هم الأشخاص الذين يعتبرون جدودا وجدّات. يعبر، كلّ جدّ وجدّة، عبر خط رفيع بين مفهوم أنهم يقدّمون الدعم، وبين أن يُنظر إليهم على أنهم متدخّلون ومتطفّلون. وبين رغبتهم في أن يقوم أولادهم بالتربية وفق الطريقة التي قاموا هم بها، أو أن يتركوا لأولادهم حريّة القيام بالتربية وفق ما يرونه مناسبا وبطريقتهم الخاصة.

يعيش بعض الجدود والجدّات مع عائلاتهم ويقومون برعاية أحفادهم في الوقت الذي يعمل فيه الأهل. هؤلاء الجدود والجدّات معنيون ومنخرطون وبطريقة مُهمّة جدا، في حياة الأحفاد، وأحيانا يتولّون دورا قياديا في الرعاية بأحفادهم. وفي حين أن الجدود والجدّات الذين لا يعيشون في بيت واحد مع أحفادهم يكون لهم، هم أيضا، دور رئيسي في رعاية أحفادهم، وعلى سبيل المثال، القيام بأخذهم الى المدرسة وإعادتهم منها، ورعايتهم لهم بعد المدرسة وخلال العطلات المدرسيّة.

في بعض العائلات، يكون الجدود والجدّات لا يزالون يعملون، وقد لا يكونون قادرين، أو راغبين في أن يأخذوا على عاتقهم هذا الدور الرئيسي في حياة أحفادهم. فإن هؤلاء الجدود والجدّات قد يكونون معنيين أكثر في دور تقديم "الرعاية للأحفاد "، أو بتمضية بعض الوقت مع الأحفاد في الوقت والمكان الذي يناسب الجدود والجدّات من جهة والعائلة من جهة ثانية.

قد لا يرى البعض الآخر من الجدود والجدّات، أحفادهم بصورة متكرّرة، أو لا يكون لديهم أيّ إتصال بالأحفاد على الإطلاق. وقد يكون ذلك لأسباب عديدة بما في ذلك واقع أنهم يعيشون بعيدا جدا عن عائلاتهم، أو ربما بسبب خلاف عائلي. فيكون ذلك مصدر إنزعاج وحزن بالنسبة للجدود والجدّات الذين يحسّون بفقدهم الشعور بأنهم جزء من حياة أحفادهم.

وبصورة متزايدة في هذه الأيام، فقد يجد الجدود والجدّات أنفسهم وكأنهم يتولّون، وبدوام كامل، الرعاية الأبوية بأحفادهم وفي بيتهم الخاص وذلك بسبب كون أهل ألأولاد غير قادرين أو غير راغبين في تقديم الرعاية لهم.

ومهما كانت الظروف، فإن الجدود والجدّات هم أشخاص مُهمّون جدا في حياة أحفادهم. أما بالنسبة للأحفاد، فإن الجدود والجدّات يوفّرون لهم " بيتا بعيدا عن بيتهم" ويوفّرون لهم الأمان، والدعم، والحبّ الذي بدون حدود أو شروط مُسبقة.

  • غالبا ما يكون لدى الجدود الجدّات الوقت الكافي لتمضيته مع أحفادهم لأن أهلهم المشغولين كثيرا ليس لديهم الوقت. حاولوا أن تمضوا الوقت مع أحفادكم بطريقة مرحة ومرفّهة، وذلك في الملاعب الخاصة بالأولاد، أو إذهبوا معهم في نزهة طويلة سيرا على الأقدام، وعلّموا الأحفاد على عالمهم .
  • الجدود والجدّات هم الدعم المُهمّ للأحفاد، وفّروا الوقت اللازم للإستماع الى أحفادكم. بإستطاعتكم مُساعدة أحفادكم على إيجاد الحلول للتغلّب على المصاعب وإنشغالات البال التي قد تكون لديهم.
  • يستطيع الجدود والجدّات، في بعض الأحيان، أن يقدّموا وجهة نظر بديلة في الخلافات بين الأهل والأولاد، وتكون هذه، في معظم الحالات، مفيدة ومُساعدة على حلّ الخلافات. حاولوا أن لا تنحازوا الى أي طرف من الأطراف، بل قوموا بمساعدة أحفادكم وأهلهم لكي يفهم كلّ طرف منهم وجهة نظر الطرف الآخر.
  • يستطيع الأحفاد أن يتشاركوا في عالمهم مع جدودهم وجدّاتهم. يستطيع الأحفاد أن يُعلّموكم التقنيّات الحديثة، في حين أن بإستطاعتكم أن تشاركوهم المعلومات حول كيف كان العالم يعمل قبل إبتكارالتقنيات الجديدة، وهي أمور قد يأخذها أحفادكم وكأنها أشياء بديهية تحققّت بدون عناء.
  • إحتفلوا بالنجاحات التي يحقّقها أحفادكم. وشجّعوهم على الإستمرار في إختبار أشياء جديدة. أظهروا لهم أهميّة الأمل والتفاؤل. بإستطاعة الجدود والجدّات أن يزوّدوا أحفادهم بالقوة والعزم للتمتع بالحياة عن طريق المشاركة في الحياة من خلال وجهة نظرهم وفي عيونهم.