الترويج للإستقلالية

إن أهمّ دور للرعاية الوالدية هو تنمية الروح الإستقلالية لدى الولد. وأن الأولاد الذين يملكون روح الإندفاع والمبادرة من تلقاء أنفسهم، هم قادرون على الإستفادة من دعم الأهل والأصدقاء لهم لكي يكبروا وينموا. وبإستطاعتكم أن تساعدوا أولادآم على تنميّة حسّ سليم بالإستقلالية لديهم والإعتماد على النفس. فالإستقلالية هي مظهر مهمٌ جدا من مظاهر نموّ الطفل. ويسعى الأولاد بإندفاع وحماس، ومنذ السنة الثانية من عمرهم، لكي تكون لهم إستقلاليتهم.

لذلك يجب عليكم، إعتبارا من هذه السنّ، أن تشجّعوا أولادآم على أن يقوموا بأنفسهم بأخذ بعض الخيارات المتعلقة بهم.

إنّ درجة الإستقلالية التي يمكنكم أن تتوقعونها من أولادآم، يجب أن تكون متناسبة وملائمة لعمرهم ولمقدراتهم، وهي تتغيّر مع آلّ موقف أو وضع مختلف. فقد يكون الأولاد أآثر إستقلالية في بعض المواقف بالمقارنة مع غيرها من المواقف.

فقد يكون شرآا شائعا يقع فيه الأهالي الذين لديهم مشاغل آثيرة، عندما يقومون ببعض المهام والأعمال نيابة عن أولادهم، مع أن الأولاد قادرون تماما على القيام بهذه الأعمال بأنفسهم، لأن ذلك قد يتطلّب من الأهل عادة المزيد من الوقت إن هم قاموا بدعم أولادهم وساعدوهم على القيام ببعض الأعمال والمهام التي تكون في نطاق إمكانيات الولد بالنسبة لمرحلة سنّه، فإن ثقة الولد بنفسه وشعوره بإستقلاليته ستنمو تدريجيا نتيجة قيامه بها بنفسه.

طرق لتشجيع الإستقلالية المناسبة والملائمة

إسمحوا لودآم أن يقوم بإتخاذ خيارات بسيطة من أصل عدد من الخيارات التي تكونون على إستعداد للقبول بها. فعلى سبيل المثال: إفسحوا لأولادآم المجال أن يكون لهم رأيهم في إختيار الثياب التي يريدون إرتداءها آلّ يوم، حتى وإن آان ذلك محدودا ومحصورا ضمن إختيار أساسي للون.

دعوا الأولاد يرتكبون الأخطاء وشجّعوهم على التعلّم من أخطائهم.

دعوا الأولاد يساهمون في تنفيذ بعض الأعمال المنزلية، آالقيام بالتكنيس بواسطة المكنسة الكهربائية، أو نفض الغبار، أو ترتيب وإعداد أسرّة النوم.

ضعوا لأولادآم جدولا واضحا بالمهمّات والمسؤوليات لكي يستطيعوا أن يتبعوه في تنفيذ الأعمال المنوطة بهم.

دعوا الأولاد يعلمون بأنكم مهتمّون بأفكارهم وآرائهم. إسألوهم رأيهم بخصوص الأشياء التي لها علاقة مباشرة بهم.

إحترموا، قدر المستطاع، القرارات التي يقوم بها ولدآم.

ساعدوا أولادآم على فهم مفاعيل خياراتهم وتأثيراتها.

لقّنوا الأولاد مهارات حلّ المشاآل والصعوبات، وشجّعوهم على التفكير في ما يُمكن أن يقوموا به لحلّ الصعوبة التي يواجهونها، عوضا عن الطلب منهم تنفيذ ما تشيرون أنتم عليهم بعمله.

إمنحوا الدعم الإيجابي لولدآم في المواقف والأوضاع التي قد يواجهونها.

شجّعوا محاولات أولادآم، وأثنوا عليهم للقيام بالأمور بأنفسهم مهما آانت النتائج.

أعطوا الأولاد اللُعب المناسبة لفئات أعمارهم، بحيث يستطيع الأولاد أن يتعلّموا اللّعِب بمفردهم لفترات قصيرة من الوقت. أعطوا الأولاد مسؤولية أن يقوموا بإلتقاط الألعاب وتوضيبها بعد الإنتهاء من اللعب بها.

علّموا الأولاد الكبارعلى التعوّد على إستعمال الساعة، وضمّنوا أوقاتا محدودة في التوجيهات التي تعطونها لهم إتباعها. فعلى ." سبيل المثال: قولوا لولدآم: "تستطيع أن تلعب لدى الجيران، ولكن أريدك أن تعود الى البيت بحدود الساعة 4.30 ساعدوا الأولاد على وضع أهداف قابلة للتحقيق، وعلى أن يعملوا لتحقيق هذه الأهداف.